علمت عن المؤتمر فأسرعت إلى كتابة رسالة لمسؤول الملتقيات بوزارة الشؤون الدينية في الجزائر فجاءت الموافقة على حضوري الملتقى على أن أحضر إلى الجزائر على حسابي ويكون تنقلي وإعاشتي في الجزائر على حساب الوزارة. وافقت ولم يكن أمامي سوى الموافقة فما أنا سوى محاضر بجامعة سعودية ليس لي حق في طلب نفقات حضور مؤتمر في أي مكان. وقد حصل أمامي أن شجعت الابن الدكتور فهد السنيدي على حضور مؤتمر حول الاستشراق في جامعة المنيا وكان محاضراً ويعد رسالة الدكتوراه، فجاء الجواب أن “صاحب الصلاحية” (من هو؟) لا يوافق على سفره وكان هذا عام 1427هـ فما بالكم في عام 1407هـ وفي تلك الأجواء العدائية التي كنت أعيشها لأنني أظهرت اختلافاً في الرأي مع العميد العتيد.

     وسافرت بالفعل لحضور المؤتمر في بلد أصبحت أعرف كثيراً من الأشخاص، وهذا المؤتمر عن الحياة الروحية في الإسلام جذب العديد من المسلمين الأوروبيين الذين وجهت إليهم الدعوة للحديث عن تجربتهم، فكان منهم مسلم فرنسي شاب وله لحية جميلة ونور يضيء وجهه وقد أسلم وجهه لله وتعلم العربية تعلماً لا أقول جيداً فحسب بل كان رائعاً ومتميزاً وقد قرأ بعض الآيات وقرأ بعض الأحاديث الشريفة فكان يتقن اللغة العربية حتى الحروف الصعبة التي لا توجد في اللغات الأوروبية كالحاء والخاء والعين والغين والضاد، وكان يتقن التجويد.

      وبدأ المؤتمر بكلمة للأستاذ مولود قاسم نايت بلقاسم، وكان متحدثاً عنيفاً وغير منضبط وثوري، حديثه طويل ولا يلتزم بالوقت، المهم أنه يخاصم فرنسا وما أسماه الاستدمار بدلاً من الاستعمار. وعندما سئل عن تربية المرأة روحياً فأشار إلى أن المسألة تقع في مسؤولية الأسرة ثم الأسرة ثم الأسرة ثم المؤسسات والهيئات الحكومية كل فيما يخصها، وأما الأسرة فقد قال عن أمه أنها لا تقرأ ولا تكتب وتهتم بإيقاظ أولادها فجراً لحفظ ربع الحزب ثم الذهاب إلى المدرسة. وهاجم في حديثه الصوفية هجوماً عنيفاً وقال لا داعي لاختلاف الآراء والبلبلة حول التصوف أو عدم التصوف وقال لنعد إلى القرون الأولى قبل أن تظهر هذه الفئة

      وتحدث مولود بلقاسم عن مكانة المرأة في الثورة الجزائرية وأنها قامت بعمل كبير في الثورة وقال إن منطقة جرجرة وبالذات مدينة تيزي ووزو كتب في شوارعها أيام الملتقى السابع عام 1393هـ (1973م) (فاطمة انسومر رجل وكم رجل امرأة) وقد أيّد محمد أبو زهرة العالم المصري رحمه الله هذه الفكرة كما قال مولود قاسم.

       تناول مولود قاسم عن أحد أبرز المستشرقين حديثاً غاضباً وبخاصة اهتمام ماسنيون بالحلاج وانتقد انتساب المستشرق لعدد من المجامع اللغوية العربية وذكر أنه يعرف ماسنيون شخصياً وأنه زاره في بتيه، وأنه يقدر للمستشرق إخلاصه لأمته، ولكنه لم يكن يعمل حقيقة على تطوير اللغة العربية ونحت ألفاظ جديدة لتعود اللغة العربية إلى ما كانت عليه في عهودها الزاهرة في عهد المأمون حينما كانت هي اللغة اللغة. The Language، وكان من الذين تحدثوا عن اللغة العربية أنها كانت قادرة على التعبير عن التجربة الصوفية فيقول عن اللغة تعجز أحياناً عن التعبير عن عواطفنا وأحاسيسنا العادية اليومية فما بالك بالتجارب الوطنية وللسادة الصوفية تعابير خاصة عجيبة منها: الوجد، والباطن، والظاهر، والكشف، وأهل الحقيقة والمحجوب والتجلي والانجذاب وأشياء أخرى كثيرة لا داعي لها.

      ومن الأشياء التي تحدث بها انتقاده للطريقة التي أصبح الجزائريون والمغاربة يكتبون بها أسماءهم رضوخاً لما فرضه الفرنسيون المحتلون وقال نحن نقول: عمر بن الخطاب، عثمان بن عفان، علي بن أبي طالب، وحتى الغربيون ينادون أنفسهم بالاسم الشخصي ثم اللقب فتقول شارل ديجول، فاليري جيسكار ديستان، ونابليون بونابرت فلماذا أدخلتم علينا هذه الطريقة؟

     وحرصت على الحديث مع الأستاذ مولود قاسم وعرّفته بنفسي وقلت له إنني كتبت رسالة ماجستير عن جمعية العلماء وكتب لها د. أبو القاسم سعد الله مقدمة، فأعطاني موعداً للقائه في اليوم التالي بعد العصر. وقد لاحظت أنه ما زال منفعلاً من الحديث من على المنصة، ولم يهتم بي كثيراً، ولعل له عذر وأنت تلوم.

    وكان من بين الأسماء التي وردت في قوائم الضيوف الدكتور محمد عبده يماني، ود. محمد العلوي المالكي (رحمهما الله) قلت لا أدري ولكن ربما لم يؤذن لهما غير أني لا أجزم بذلك. وحتى الدكتور عبد الله التركي المتخصص في السفر إلى جميع المؤتمرات العالمية لم يحضر والسبب أن المؤتمر سيكون فرصة لكثير من الطرق الصوفية أن تحضر فاختفى هو وأتباعه. وأسمح لنفسي أن أشكك في نياتهم في حضور المؤتمرات هو الوجاهة وانتدابات السفر والهدايا وإلاّ إن تحدث أصحاب الطرق عن طرقهم وتربيتهم الروحية ألم يكن من الممكن أن يحضر ليقدم للناس وللجمهور التربية الروحية وفقاً لأهل السنّة والجماعة حيث حضر الشيخ يوسف القرضاوي ومحمد سعيد رمضان البوطي، ومحمد الغزالي وكثير من علماء السنّة والجماعة.

       وكنت أتمنى أن يتحدث أحد رجالات جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وقد كانوا كثر عن التربية الروحية لدى الجمعية. ولذلك فكّرت في أن أطلب الكلمة. وكنت متردداً فالقاعة تغص بالحضور من كبار العلماء والمسؤولين من الجزائر وأنحاء العالم الإسلامي. وقدمت رجلاً وأخرت أخرى وكان هناك من أصدقائي الجزائريين من يشجعني أن أتحدث. وأخيراً قدمت ورقة أطلب التعليق، وخرجت من القاعة ونودي على اسمي ولم أكن موجوداً ولكن قيل لي عد إلى القاعة فسوف يعطونك الفرصة للحديث.

      وبالفعل رجعت إلى القاعة ونودي عليّ مرة أخرى ووقفت أمام الجمهور الضخم الذي لم أقف أمام جمهور مثله، وكنت أخشى أن لا أستطيع أتحدث أمام هذا العدد الضخم، وكما يقال استجمعت شجاعتي وبدأت حديثي بتقديم الشكر لوزارة الشؤون الدينية في الجزائر على هذه السنّة العظيمة وهي دعوة نفر من علماء الأمة الإسلامية ودعاته إلى مؤتمرها السنوي الذي يعد فريداً ممن نوعه، فليس هناك أي دولة إسلامية تقوم بمثل هذا العمل المبارك.

       وبحكم تخصصي في التاريخ الجزائري الحديث فكم كان بودي أن أرى بحثاً من إعداد أحد علماء الجزائر عن التربية الروحية التي قامت بها جمعية العلماء منذ تأسيسها أو قبل تأسيسها بعد عودة ابن باديس رحمه الله من تونس. إن الحياة المادية التي نعيشها الآن واجهها ابن باديس بعمل جبار في تربية تلاميذه، فسؤالي موجه إلى مشايخ جمعية العلماء عن ماذا كان يفعله الشيخ وزملاؤه في تحبيب الناشئة إلى العبادات المختلفة من قراءة القرآن (وهي قمة الذكر) والصيام التطوعي وقيام الليل والنوافل. إننا نعلم عن بعض الحركات السلفية المعاصرة أنهم ألّفوا كتباً في الأذكار والأدعية وأعدوا لأتباعهم أوراداً لتقوية الصلة الروحية بينهم، ومع اعتزازنا بأقطاب التصوف الذين التزموا الكتاب والسنّة، ولكن لماذا نذهب بعيداً ونترك المثل القريب. وفق الله الجزائر في الاستمرار في هذا المؤتمر المبارك وخدمة الإسلام.

       وما أن خرجت من القاعة قال لي أحدهم وأعتقد أنه الأستاذ محمد بن سمينة أحد علماء الجزائر لقد جئت من المدينة المنورة لتتحدث عن العلماء الجزائريين الذين سكتوا، وينطبق عليك وعليهم (فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ)

وفيما يأتي مزيد من المعلومات عن المؤتمر الذي شارك فيه علماء من معظم البلاد العربية الإسلامية منا العراق وتونس وتركيا ومصر وإليكم بعض العناوين:

  • د. حيراتي ألتين طاش من كلية الإلهيات بأنقرة بتركيا وكان موضوع بحثه جلال الدين الرومي وديوانه
  • د. كمال جعفر ومحاضرته بعنوان (المصطلحات الصوفية ومدى أصالتها) وقد أثار  المحاضر قضية خطيرة في نظرة النصارى للإسلام وبخاصة في علاقة الله عز وجل بالعباد فزعموا أنها مبنية على أن رب المسلمين “جبار قهار وشديد العقاب، بينما هو عند المسيحيين: “الله محبة” ورد عليهم الدكتور جعفر بقوله: “ولكنهم ينسون ما ورد في القرآن والسنّة من تبادل الحب بين الله وعبادة وتبادل الرضا بين الله وعباده” (يحبهم ويحبونه) (رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه) وقوله صلى الله عليه وسلم (ومازال عبدي يتقرب  إليّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته صرت سمعه الذي يسمع به وبصره التي يبصر بها ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه..) وقوله صلى الله عليه وسلم (إذا أحب الله عبداً…) ويستشهد على خطأ النصارى من أقوال بعض قساوستهم فها هو أحد قساوستهم يقول: “لغتنا في الحب الإلهي تهذبت بفضل الكتب الصوفية الإسلامية، فإن الحب في لغة النصارى كانت تتركز على القبل من الفم في الظلام” وروى المحاضر بيت شعر من أشعار الصوفية

شربت الحب كأساً بعد كأس     فما نفد الكأس ولا رويت.

    وقد وردت قضية صفات الله الجبار القهار في كتاب لباحث إنجليزي اسمه تشيتك Chitick الذي زعم أنه أمضى ثلاثين سنة في دراسة التصوف أن اعتقاد العامة عن الله عز وجل مأخوذ من الصوفية التي تراه محباً لعبادة رؤوفاً ورحيما، بينما يراه المتكلمون غير ذلك، ويستشهد المستشرق الإنجليزي بكلام للبابا الكاثوليكي جون بول السادس. فعجبت لمستشرق يتجنى على علماء الكلام أو العلماء –غير الصوفية- في نظرتهم لله عز وجل. وما درسناه في كتب العقيدة غير ما يقول.

  • د. سعيد إسماعيل علي أستاذ أصول التربية بجامعة عين شمس قدم محاضرة بعنوان (تربية الشخصية المسلمة عند بعض مفكري الصوفية، قرأ محاضرته والتزم بالموعد وكان التزامه رائعاً.
  • د. محمد علي أبو ريان أستاذ الفلسفة وتاريخها ومدير مركز التراث القومي والمخطوطات بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية قدم محاضرة بعنوان “الولاية الروحية كعامل في التنمية” وقد انتقد في محاضرته عدداً من أعلام التصوف. وأورد في محاضرته بيت شعر أترك لكم تفسيره وهو       إني إذا خلقت قميصي    فأرى عوالم البهاء والربوبية. فهل يعني أنه إذا لم يبل قميصه لم يستطع رؤية عوالم البهاء والربوبية، ويرى المحاضر أن “كل صوفي من الصوفية المسلمين يقولون مثل هذا الكلام المأخوذ في نظره من نظرية الفيض من تاسوعات فلوطين.

          وكان مما تحدث فيه أبو ريان أننا يجب أن نفيد من شيوخ الصوفية بدعوة الناس إلى وقف التناسل أو تحديد النسل، أليس الناس يطيعون الشيوخ فلنستخدمهم في هذا، كما قال بانفعال تقاعس المسلمين ونومهم على ما يحدث في العالم الإسلامي من التنصير وخص بالذكر مجلس الكنائس العالمي الذي يتخذ من سويسرا مقراً له. وهذا المجلس يتعاون مع جامعة جورج تاون بواشنطن العاصمة في مركز التفاهم الإسلامي النصراني الذي تبرع له الوليد بن طلال بأموال طائلة ويعمل فيها حتى اليوم ومنذ أكثر من عشرين سنة جون اسبوزيتو.

  • عبد الرزاق يحي فرنسي مسلم متخصص في التصوف الإسلامي قدم محاضرة بعنوان “الرسالة الإبراهيمية للأمير عبد القادر”

طرائف من المؤتمر

  • أعجبني ما رواه أحد المحاضرين عن حوار دار بين رجلين أحدهم بلخي والآخر من البصرة حيث سأل البصري البلخي ما الزهد عندكم؟ قال البلخي: إذا فقدنا صبرنا وإذا وجدنا شكرنا، فقال له البصري إن هذا والله لا يعدو زهد كلاب بلخ، أما نحن فالزهد عندنا إذا وجدنا أنفقنا وإذا فقدنا شكرنا لأننا نرى العطاء في الحرمان.
  • تحدث أحد المحاضرين وأظنه موظف رسمي ممتدحاً اهتمام الجزائر بالإسلام فقال :” نحن مسلمين نقيم الصلاة ونؤدي الزكاة، ونصوم رمضان، ونحج بيت الله الحرام…وعندما نزور المدينة المنورة تهفو قلوبنا إليها أو  تخشع…” فرددت عليه –ليس في القاعة ولكن في مذكراتي- ولكنكم تصنعون الخمر وجعلتم اسمها باسم الولاية التي انطلق منها الجهاد ضد الفرنسيين وهي معسكر، وتحكمون بقانون وضعي” وأضفت حقيقة هذا الملتقى يسير بروح طيبة ولم يستغل للدعاية السياسية للنظام الحاكم أبداً، ومع ذلك فلا بد من بعض الأصوات النشاز التي تستغل هذا المنبر لأهداف غير نبيلة.

ومما تردد في أروقة المؤتمر أن موضوع الطرق الصوفية موضوع حساس وخطير ولم يجرؤ الجزائريون على فتحه منذ الاستقلال أو استعادة الاستقلال، نعم لو رجعنا إلى التاريخ القريب لوجدنا أن الطرق الصوفية كانت فاسدة وكانت كارثة وأي كارثة: دين ممسوخ وعقيدة فاسدة وولاء للاستعمار ودروشة وهرطقة أو حتى زندقة. والعجيب أن الغرب اليوم ضالع مع كثير من الحكومات أو معظمها في تشجيع التصوف وعقد المؤتمرات السنوية للمتصوفة برعاية رؤساء الدول وملوكها وعقد مهرجانات للموسيقى الصوفية وغير ذلك وهذا ما ورد في تقرير مركز نيكسون للبحوث والدراسات عن الندوة التي عقدها المركز عام 2004م (قمت بترجمته)

        ومن طرائف المؤتمر أن قام أحد أقطاب الطريقة التيجانية على الرغم من ثقافته المحدودة ليبرر ما يسمى عندهم (صلاة الفاتح) وأنها صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وأنها بزعمه أولى من قراءة القرآن الكريم لأنه قيل في الحديث – وهو ليس حديثاً- “رب قارئ للقرآن والقرآن يلعنه”- إن لم يقم حدوده وحروفه ولم يعمل به، بينما صلاة الفاتح فيها الأجر فقط ويقول صاحب هذه الصلاة فيما أذكره أن الرسول صلى الله عليه وسلم علّمه إياها يقظة لا مناماً.

        فرددت على هذا في مذكراتي في تلك الأيام بالقول:” إن قولكم رب قارئ للقرآن والقرآن يلعنه لا يصح لقوله تعالى (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) وثمة آيات تصف القرآن الكريم بأنه شفاء ورحمة للمؤمنين (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلاّ خسارا) وهو هدى ورحمة، وكم فتح القرآن الكريم قلوباً غلفاً وآذاناً صماً وعيوناً عميا، ثم إن الأمة منذ ألف وثلاثمائة عام وهي تصلى على رسولها الكريم صلى الله عليه وسلم بالكيفية التي علمهم إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سألوه وكيف نصلي عليك يا رسول الله، فقال: قولوا اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد) فهل صلاة الفاتح أفضل ، إنك أيها التيجاني ضال مضل.

-وعلى الرغم من جمال المؤتمر وروعته لكن حدثت فيه مشادات كلامية مثل ما حدث بين مولود قاسم وواحد من الأسرة الرفاعية أو شيخ الطريقة الرفاعية في الكويت وعضو سابق في البرلمان الكويتي. ولا بد أن مناوشات أخرى قد حدثت ولكني لم أدونها في حينه.

      كنت أرسلت ورقة أطلب فيها من أحد علماء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين أن يتحدث عن التربية الروحية عند علماء الجمعية وبخاصة ابن باديس رحمه الله، فجاءني الرد أن هذا سؤال شخصي فتعجبت ولكن لأن من طباعي –الحسنة أو السيئة – الإصرار فقد أرسلت ورقة أطلب أن أعقب، فسُمح لي والحمد لله وتحدثت عن التربية الروحية لدى الجمعية. وقد أثار حديثي عن الجمعية وعن الطريقة السلفية في التربية الروحية أن تحدث وزير الشؤون الدينية قائلاُ: لقد أعلنا الموضوع على الملأ وانتظرنا مدة طويلة فلم يتقدم أحد من رجال الجمعية ببحث أو موضوع فنأسف لذلك أشد الأسف وقد تكلم الوزير بحرقة وألم لعدم استجابة العلماء وندم شديد على أن مناصري الاتجاه السلفي الشيخين أبي الحسن الندوي والشيخ الغزالي لم يحضرا فكان عذر أحدهما المرض ولم يذكر عذر الآخر ،ولعله المرض أيضاً لذا وجد أصحاب التصوف فرصتهم لعرض حديثهم وباطلهم ولكن تم الرد عليه وكنت ممن انتصر للاتجاه الصحيح ، وكان أحد الصحفيين الذين جاؤوا لتغطية الملتقى وهو مشري بن خليفة قال لي:” سأشيد بتدخلك، أو بكلمتك، فقد فجرت قنبلة في القاعة (يبدو أن هذه من صفاتي من القديم) أيقظت النائمين ونبهت الغافلين وأنعشت المستيقظين..”

0 تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *